علاج ألم المفاصل
المفاصل هي المكان الذي يحدث فيه ربط واتصال العظام. المفاصل تقوم بدعم الجسم وتساعد على الحركة. حدوث أي تلف في المفاصل نتيجة حالة مرضية أو إصابة يمكن أن يؤثر على الحركة ويكون سببا في حدوث الكثير من الألم.
العديد من الحالات المرضية المختلفة يمكن أن يؤدي الى حدوث ألم في المفاصل ومن تلك الحالات هشاشة العظام والتهاب المفاصل الروماتزمي والالتهاب الكيسي والنقرس والعديد من الإصابات الأخرى. ألم المفاصل هو أمر شائع بشكل كبير للغاية. الألم في مفصل الركبة يعد هو الأكثر شيوعا بين المفاصل ثم يليه الألم في مفاصل الكتفين ثم بعد ذلك الألم في مفاصل الفخذين لكن الألم في المفاصل يمكن أن يحدث في أي جزء من الجسم بداية من الكاحل والقدم وحتى الكتف واليد. مع التقدم في العمر الألم في المفاصل يصبح أكثر شيوعا بشكل كبير.
الألم في المفاصل يمكن أن يتراوح ما بين مزعج بشكل بسيط الى ألم منهك. قد يزول الألم بعد بضعة أسابيع (في الحالات الحادة). أو قد يستمر للعديد من الأسابيع أو الشهور (في الحالات المزمنة).
الألم وان كان قصير المدى أو مجرد تورم في المفاصل يمكن أن يكون له تأثيرا سلبيا على جودة الحياة.
أيا ما كان السبب في حدوث الألم في المفاصل فإنه عادة ما يمكن التعامل معه وعلاجه عن طريق تعاطي بعض أنواع الأدوية أو العلاج الطبيعي أو العلاجات البديلة.
سوف يقوم الطبيب أولا بمحاولة تشخيص وعلاج الحالة المرضية المسببة لحدوث الألم في المفاصل. الهدف هو تقليل الألم والالتهاب والمحافظة على قدرة المفصل على القيام بوظيفته بشكل كامل. خيارات علاج الألم تشمل:
تعاطي بعض أنواع الأدوية
بالنسبة للحالات المتوسطة الى الشديدة من الألم في المفاصل مع وجود تورم في المفصل يمكن للأدوية المضادة للالتهاب الغير ستيرويدية مثل الأسبرين والإيبوبروفين والصوديوم نابروكسين أن تقلل الألم.
الأدوية المضادة للالتهاب الغير ستيرويدية يمكن أن يكون لها بعض الآثار الجانبية السلبية حيث أنها بشكل محتمل بمكن أن تزيد من فرص حدوث نزيف داخلي في الجهاز الهضمي.
في حالة كون الألم في المفاصل أقل حدة وبدون حدوث تورم في المفصل يمكن أن يكون الأسيتامينوفين فعالا في هذه الحالة. يجب الحذر أثناء تعاطي هذا الدواء وخاصة في حالة كون الشخص متعاطيا للكحوليات حيث أن الجرعات الكبيرة منه قد تسبب حدوث تلف في الكبد.
بسبب هذه المخاطر يجب عند تعاطي أي من هذه الأدوية لعلاج الألم أخذ الحيطة الكافية والحذر والالتزام بتعليمات وجرعات تعاطيه.
في حالة كون الألم في المفاصل شديدا للغاية وعدم جدوى الأدوية المضادة للالتهاب في التعامل معه قد يصف الطبيب المعالج بعض الأدوية الأفيونية الأكثر قوة. نظرا لأن الأدوية الأفيونية يمكن أن تسبب النعاس يجب تعاطيها فقط تحت اشراف الطبيب المعالج. الأدوية الأفيونية أيضا قد تكون سببا في حدوث إمساك مما يمكن التغلب عليه عن تعاطي بعض الأدوية الملينة.
بعض الأدوية الأخرى التي قد تساعد في تخفيف الألم يمكن أن تشمل:
- الأدوية الباسطة للعضلات لعلاج تشنج وانقباض العضلات (يمكن استخدامها مع الأدوية المضادة للالتهاب الغير ستيرويدية لتقوية التأثير).
- بعض الأدوية المضادة للاكتئاب والأدوية المضادة للصرع (كلا هذين النوعين يكون له تأثير على إشارات الألم).
العلاجات الموضعية
الكابسيسن وهي مادة موجودة في الفلفل الحار يمكن أن تقلل الألم في المفاصل الناتج عن التهاب المفاصل وبعض الحالات المرضية الأخرى. الكابسيسن يعمل على منع المادة P وهي المادة التي تساعد في نقل إشارات الألم كما تحفز مادة الكابسيسن انطلاق أو افراز بعض المواد الكيميائية في الجسم والتي تسمى الاندورفين وهي المسئولة عن منع الألم.
الآثار الجانبية لمادة الكابسيسن تشمل الحرقان أو اللسع في المنطقة التي يتم وضعها عليها.
من الخيارات الموضعية الأخرى كريم لعلاج التهاب المفاصل والذي يحتوي على أحد المركبات والذي يسمى ميثيل الساليسييلات.
الحقن لعلاج ألم المفاصل
بالنسبة للأشخاص الذي لا تجدي معه العلاجات الدوائية عن طريق الفم أو الموضعية نفعا يمكن ان يقوم الطبيب المعالج معهم باستخدام حقن الأدوية الستيرويدية (والذي قد يكون مصحوبا بمخدر موضعي) بشكل مباشر في المفصل كل ثلاثة أو أربعة شهور. حقن الأدوية الستيرويدية يكون أكثر شيوعا مع المرضى المصابين بالتهاب المفاصل او التهاب الأوتار. هذه الطريقة من العلاج هي طريقة فعالة ونافعة لكن في معظم المواقف يكون التأثير مؤقتا. كما أن هذه الطريقة أيضا يمكن أن يكون لها أثارا جانبية في حالة تغطية حقن الأدوية الستيرويدية على وجود إصابة في المفصل وقيام الشخص باستخدام المفصل بشكل زائد مما قد يسبب زيادة التلف في المفصل ولو بشكل لاحق.
خيارات الحقن الأخرى يمكن أن تشمل:
- سحب السائل من المفصل (غالبا ما يتم هذا التدخل مع استخدام حقن الأدوية الستيرويدية).
- حقن الهيالورونان وهو نسخة تخليقيه(صناعية) من السائل الطبيعي في المفصل. يستخدم هذا الخيار في علاج هشاشة العظام.
العلاج الطبيعي
يمكن العمل مع طبيب متخصص لعمل برنامج علاج طبيعي لتقوية العضلات حول المفصل والعمل على زيادة ثبات واستقرار المفصل وتحسين مدى قدرة المفصل على الحركة. الطبيب المعالج سوف يقوم باستخدام بعض الطرق والتقنيات مثل الموجات الصوتية والعلاج بالحرارة أو العلاج بالبرودة والتنشيط الكهربائي للأعصاب والمعالجة الكهربائية للأعصاب.
في حالة كون الشخص المصاب بألم في المفاصل ذو وزن زائد فإن التخلص من هذا الوزن الزائد يمكن أن يقلل بعض من الضغط على المفاصل المؤلمة. ممارسة التمرينات الرياضية هي أحد الطرق الفعالة لفقدان الوزن الزائد (بمصاحبة نظام غذائي صحي) لكن يجب الأخذ في الاعتبار ممارسة التمرينات الرياضية الخفيفة التي لا تسبب تهيج للمفاصل. السباحة وركوب الدراجات يعدوا من أفضل التمرينات الرياضية من أجل هذا الغرض نظرا لأن كلاهما يسمح لك بتمرين المفصل وتحريكه دون وضع أي ضغوط وخاصة مفاجئة على المفصل. نظرا لقدرة الماء على تعويم جسم الانسان فإن السباحة أيضا يمكنها تقليل الضغط من على المفاصل.
الرعاية المنزلية
يمكن تقليل الألم في المفاصل قصير المدة ببعض الأساليب البسيطة في المنزل ومنها:
- حماية أو وقاية المفصل عن طريق لف المفصل برباط أو دعامة.
- توفير الراحة للمفصل وتجنب أية أنشطة قد تستثير وتحفز حدوث الألم في المفصل.
- وضع عبوات من الثلج على المفصل لمدة نحو خمسة عشر دقيقة في المرة الواحدة لعدة مرات يوميا.
- الضغط على المفصل عن طريق لفه برباط مطاطي.
- رفع المفصل لمستوى يكون أعلى من مستوى القلب.
وضع الثلج على المفصل المصاب بالألم يمكن أن يقلل الألم والالتهاب. أما بالنسبة لتشنجات العضلات في المنطقة المحيطة بالمفصل يمكن تجربة الضمادات الساخنة لعدة مرات في اليوم. الطبيب المعالج قد ينصح بلصق أو تدعيم المفصل لتقليل الحركة أو تقليل الألم لكن يجب تجنب تثبيت المفصل لفترات طويلة لأن ذلك قد يؤدي في النهاية الى حدوث تصلب في المفصل وفقدان قدرته على الحركة.
العلاجات البديلة
بعض الأبحاث أشارت الى أن مكملات الجلوكوزامين ومكملات الكوندروتن يمكن أن تساعد في تقليل الألم وتحسين القدرة على الحركة في المفاصل. كلا هاتين المادتين هما من مكونات الغضاريف الطبيعية والتي تساعد في تلطيف حركة العظام وحماية المفاصل. مكملات الجلوكوزامين ومكملات الكوندروتن تكون متاحة في عدة أشكال ومنها الكبسولات والأقراص والمسحوق أو على الصورة السائلة. على الرغم من عدم فاعلية هذه المكملات مع كل الأشخاص إلا أنهم أمنين للتجربة حيث لا توجد لهم أية أثار جانبية كبيرة.
ليس مهما نوع العلاج الذي سوف ينصح به الطبيب لكن المهم هو طلب الرعاية الطبية فورا في حالة زيادة شدة الألم أو التهاب المفصل بشكل مفاجئ أو تشوه شكل المفصل بشكل مفاجئ أو في حالة عدم القدرة على استخدام المفصل أيضا بشكل مفاجئ.